يعد اضطراب طيف التوحد من الحالات النمائية التي تؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى الأطفال. تبدأ اعراض التوحد عند الاطفال في الظهور خلال السنوات الأولى، وتشمل تأخرًا في المهارات اللغوية، ضعف التواصل البصري، حساسية مفرطة تجاه الأصوات أو اللمس، سلوكيات متكررة، والعديد من الأعراض الأخرى. الكشف المبكر عن هذه العلامات يساعد في تقديم التدخلات المناسبة التي تعزز نمو الطفل وتطوره. في هذا المقال، نوضح بالتفصيل أبرز أعراض التوحد، وأهمية التشخيص المبكر لضمان الدعم الأمثل لطفلك.
اعراض التوحد عند الاطفال
اضطراب طيف التوحد (ASD) هو حالة عصبية معقدة تؤثر على كيفية تعامل الفرد مع المعلومات، وتواصله، وتفاعله الاجتماعي. يظهر هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة المبكرة، وعادةً ما تكون الأعراض واضحة بحلول سن الثالثة. تختلف شدة الأعراض بين الأفراد، حيث يمكن أن تكون بعض الحالات خفيفة بينما البعض الآخر قد يعاني من صعوبات كبيرة في الحياة اليومية. تتضمن أعراض اضطراب طيف التوحد:
مشكلات التفاعل والتواصل الاجتماعي
تمثل مهارات التفاعل والتواصل الاجتماعي تحديًا كبيرًا للأطفال المصابين بالتوحد. ويظهر ذلك في صورة مجموعة من الأعراض، أهمها:
- عدم الاستجابة عند النداء من عمر 9 أشهر فأكثر.
- تجنب التواصل بالعين.
- عدم إظهار تعابير الوجه التي تعكس المشاعر، مثل: الحزن، الغضب، السعادة، وغيرها. من عمر 9 أشهر.
- لا يستخدم أو نادرًا ما يستخدم الإيماءات من عمر 12 شهر.
- لا يتمكن من اللعب التخيلي أو الألعاب التفاعلية
- لا يشير أو ينظر إلى ما يتم الإشارة إليه.
- نادرًا، وقد لا يظهر إطلاقًا، الاهتمام بالأطفال في نفس عمره.
- مع تقدم الطفل في العمر، يواجه صعوبة في التحدث، يتحدث بنبرة غير عادية، ويطور مهارات لغوية ولكن في الموضوعات التي تثير اهتمامه فقط.
السلوكيات النمطية التكرارية
قد يظهر على الطفل المصاب بالتوحد بعض السلوكيات التي يكررها بشكل شبه منتظم، وفي الغالب تكون سلوكيات أو اهتمامات غير عادية، تشمل:
- يكرر الكلمات بشكل متكرر بطريقة أشبه لصدى الصوت.
- يحرك رأسه حركات متكررة بنمط وشكل معين، مثل: الدوران، التأرجح، أو المشي ذهابًا وعودة.
- ينزعج من التغييرات وخاصة تغيير النظام، يتبع نفس النظام عند القيام بمهام معينة، يستخدم الطريقة نفسها كل مرة عند اللعب بألعابه.
- قد تتزايد اهتماماته ببعض الأشياء لدرجة الهوس.
- يبدي ردود أفعال غريبة على بعض الأصوات، الروائح، أو عند تذوق بعض الأطعمة.
- يظهر عليه قدرات ومواهب استثنائية، مثل: الذاكرة الرقمية، سرعة الحفظ، وغيرها.
سلوكيات وأعراض أخرى
بالإضافة إلى الأعراض السابقة، قد تظهر بعض الأعراض الأخرى على الطفل المصاب بالتوحد. تشمل:
- تأخر في المهارات اللغوية، الحركية، المعرفة والتعليمية.
- عادات غير تقليدية في الحياة اليومية، مثل الأكل أو النوم، إلخ.
- ردود أفعال عاطفية وتغيرات مزاجية متقلبة وسريعة، مثل القلق، التوتر، الغضب، وغيرها.
- الخوف بشكل مفرط، أو تبلد الاحساس بالخوف حتى في المواقف التي تستدعي خوف الأطفال.
- النشاط، الاندفاع، وفرط الحركة.
- نوبات صرع.
أعراض طيف التوحد بعمر ٣ سنوات
في عمر 3 سنوات، يمكن أن تبدأ اعراض التوحد عند الاطفال في الظهور بشكل أوضح، حيث يمكن أن يلاحظ على الطفل تأخر في التطور اللغوي والاجتماعي. وفي هذا العمر، تبدأ الأعراض في التأثير على مهارات الطفل في التواصل الاجتماعي والسلوكي. بعض أعراض طيف التوحد بعمر 3 سنوات تشمل:
- عدم القدرة على التحدث، أو تكرار مستمر لبعض الكلمات والعبارات.
- قد يفضل الطفل استخدام الأصوات والإشارات للتواصل بدلًا من الكلمات.
- لا يظهر الطفل اهتمام أو استجابة بالأشخاص الآخرين من حوله
- الحساسية المفرطة للمؤثرات الحسية.
- التفاعل المحدود أو المنعدم مع الأطفال الآخرين.
- الاهتمام الزائد بتفاصيل محددة وأجزاء الأشياء.
اعراض التوحد عند الاطفال في عمر 5 سنوات
في عمر 5 سنوات، تبدأ بعض الأعراض الخاصة باضطراب طيف التوحد (ASD) في أن تكون أكثر وضوحًا وتظهر بشكل مختلف عن الأعمار المبكرة. على الرغم من أن اعراض التوحد عند الاطفال قد تختلف من شخص لآخر وتختلف حدتها بناءً على مدى تقدم حالة الطفل؛ إلا أن هناك مجموعة من أعراض التوحد في عمر 5 سنوات العامة، تشمل:
- يتجنب الطفل أو يعاني من صعوبة إجراء محادثات متبادلة مع الآخرين.
- عدم قدرة الطفل على التعبير بشكل صحيح، واستخدامه كلمات بسيطة ومفردات محدودة جدًا.
- عدم القدرة على التفاعل الاجتماعي واللعب التعاوني، صعوبة تكوين الصداقات، انطوائية الطفل وتجنب التفاعل من الآخرين حتى من أقرانه.
- تجنب المواقف الاجتماعية والعزلة والانسحاب الاجتماعي.
- ندرة أو انعدام اللعب التخيل، مع زيادة الاهتمام بالأشياء وأجزاء الأشياء بشكل محدد.
- صعوبة التعامل مع مشاعر الغضب والحزن والإحباط، وإبداء ردود أفعال غير ملائمة عاطفيًا.
- حساسية مفرطة تجاه المؤثرات الحسية، مثل الأصوات العالية، الأضواء الساطعة.
أعراض التوحد عند الأطفال في عمر 7 سنوات
في عمر 7 سنوات، يبدأ الطفل في مواجهة ضغوط أكبر للاندماج مع أقرانه في المدرسة والمجتمع، مما يبرز صعوبة التكيف مع المعايير الاجتماعية والنفسية التي يتطلبها هذا العمر. وبالتالي تصبح الأعراض المتعلقة باضطراب طيف التوحد أكثر وضوحًا. تتمثل اعراض التوحد عند الاطفال في عمر 7 سنوات في:
- صعوبة فهم الديناميكيات الاجتماعية، مثل: الفكاهات، التلميحات، والأدوار المتغيرة في المجموعات.
- تجنب الطفل اللعب الجماعي، ويواجه صعوبة في فهم قواعد الألعاب الجماعية.
- يواجه الطفل صعوبة بالغة في التعبير عن مشاعره، أو فهم مشاعر الآخرين.
- استخدام لغة متكررة وغير مرنة، مع صعوبة في إبداء وإنهاء المحادثات، وضعف في فهم المعاني المجازية.
- الميل بشكل مفرط للالتزام بالروتين والحركات المتكررة والأنماط السلوكية.
- صعوبة التكيف مع البيئة الاجتماعية والتغيرات، والتفاعل غير الطبيعي في المواقف الاجتماعية.
- التأخر في اكتساب مهارات الحياة اليومية والاعتماد على الآخرين في الأنشطة والمهام اليومية.
- التقلبات المزاجية الشديدة، نوبات الغضب، والسلوك العدواني.
- عدم تناسق في الحركة الجسدية.
أسباب التوحد عند الأطفال
بالرغم من اختلاف خطورة واعراض التوحد عند الاطفال من حالة لأخرى، ومن فئة عمرية لأخرى إلا أن الأسباب، رغم تنوعها، قد تكون واحدة. أسباب التوحد عند الأطفال لا تزال قيد البحث والدراسة، وعلى الرغم من أن هناك العديد من الفرضيات، فإن الأسباب الدقيقة غير معروفة بشكل كامل. ولكن تشير الأبحاث إلى أن التوحد هو نتيجة تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية. وفيما يلي بعض الأسباب المحتملة التي تم اقتراحها بناءً على الأبحاث والدراسة الحالية:
- العوامل الوراثية: التوحد قد يكون وراثيًا، حيث أثبتت الدراسات أنه إذا كان هناك فرد في العائلة يعاني من التوحد، فإن احتمال ولادة طفل آخر يعاني من نفس الاضطراب يكون أعلى. كما أن التغيرات الجينية التي تحدث في مراحل مبكرة من التطور قد تكون مرتبطة بالتوحد.
- العوامل البيئية: بعض عوامل البيئة المحيطة قد تزيد من فرص إصابة الأطفال باضطراب طيف التوحد. أهمها: تعرض الطفل منذ كان جنين في بطن الأم إلى الفيروسات، السموم، المواد الكيميائية. أو تناول الأم أدوية معينة. وربما الولادة المبكرة.
- العوامل الدماغية والعصبية: التغيرات في بنية الدماغ أو الأنشطة غير الطبيعية لبعض الناقلات العصبية في الدماغ، مثل الدوبامين تؤثر على التفاعل الاجتماعي ومعالجة المعلومات الحسية وتزيد من احتمالية الإصابة بالتوحد
- العوامل الهرمونية: بعض التغيرات الهرمونية قد تلعب دورًا بالغًا في ظهور أعراض التوحد، فقد أثبتت الدراسات أنه يمكن أن تكون هناك علاقة بين مستوى الهرمونات وظهور أعراض التوحد عند الأطفال.
- العوامل النفسية والاجتماعية
- عمر الوالدين: قد أثبتت الدراسات الحديثة أن كبر سن الوالد يزيد من احتمالية إصابة الطفل بالتوحد
كيف يتم تشخيص التوحد عند الأطفال
تشخيص التوحد عند الأطفال هو خطوة أساسية نحو تقديم الدعم والرعاية المناسبة لضمان نموهم وتطورهم بشكل سليم. غالبًا ما تبدأ الأعراض بالظهور في مرحلة مبكرة من العمر، وتختلف هذه الأعراض من طفل إلى آخر. في العديد من الحالات، يمكن ملاحظة بعض العلامات من 12 لـ 18 شهر. ولكن عادةً ما يمكن تشخيص التوحد بشكل دقيق عند بلوغ الطفل عامين من العمر فأكثر. وتشمل هذه العلامات تأخيرات في تطور اللغة، صعوبة في التواصل الاجتماعي، أو الاهتمام المفرط بأنشطة معينة.
متى تزور الطبيب؟
إذا كنت لاحظت تأخيرات في تطور طفلك أو سلوكيات غير نمطية، مثل التفاعل المحدود مع الآخرين أو الصعوبة في اللعب الجماعي، فمن المهم استشارة مختص في أقرب وقت. الملاحظة الدقيقة لـ اعراض التوحد عند الاطفال والتشخيص المبكر يساعد في تقديم التدخلات العلاجية والتعليمية المناسبة التي تساهم في تحسين تطور الطفل.
في مركز فرصتي، نعي تمامًا أن التشخيص المبكر هو بداية الطريق نحو تقديم الدعم الأمثل لأطفال التوحد. منذ أكثر من 15 عامًا، تمكن المركز من أن يكون وجهة مثالية للعائلات الباحثة عن رعاية ودعم متخصص لأطفالها الذين يعانون من التوحد أو أي من اضطرابات النمو الأخرى. يقدم مركز فرصتي، من خلال فريق من المتخصصين الماهرين، برامج تعليمية وعلاجية شاملة تهدف إلى تحسين المهارات الاجتماعية، اللغوية، والحركية للأطفال، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي لأسرهم.
كما يتبنى المركز نهجًا مخصصًا لكل طفل، وتقديم برامج متكاملة تشمل العلاج السلوكي، تنمية المهارات الحركية، والدعم الأكاديمي، مع التركيز على تعزيز مهارات التواصل والاجتماع. بالإضافة إلى ذلك، نعمل على توفير بيئة آمنة ومحفزة تساعد الطفل على التفاعل مع محيطه بثقة واستقلالية. للمزيد من المعلومات أو حجز استشارة مجانية تواصل معنا.