أعراض التوحد عند الرضع بالصور

يُعد اضطراب طيف التوحد من الحالات النمائية التي قد تبدأ علاماتها بالظهور في مراحل الطفولة المبكرة، مما يستدعي اهتمام الوالدين ومراقبة تطور الرضيع. وفي ظل تزايد الوعي حول أهمية التشخيص المبكر، يسعى الكثير من الوالدين إلى التعرف على المؤشرات الأولية التي قد تدل على وجود اختلافات في التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الطفل. ورغم أن كل رضيع ينمو بوتيرة مختلفة، إلا أن هناك بعض الأنماط السلوكية التي قد تستدعي استشارة المختصين. في هذا السياق، نستعرض في هذا المقال أبرز الجوانب التي يمكن أن تساعد في التشخيص المبكر ، وأعراض التوحد عند الرضع بالصور، مما يساهم في توفير التدخل المناسب وتعزيز فرص تحسين مهاراتهم وتطورهم المستقبلي.

أعراض التوحد عند الرضع بالصور

عند متابعة نمو الطفل في مراحله المبكرة، قد يلاحظ الوالدان بعض الأنماط السلوكية التي تختلف عن المعتاد، مما قد يثير التساؤلات حول التطور الطبيعي لقدراته الإدراكية والاجتماعية. فمنذ الأشهر الأولى، يبدأ الطفل في التفاعل مع بيئته من خلال التواصل البصري، التعبير عن المشاعر، والاستجابة للأصوات والحركات من حوله. وتعد هذه الجوانب أساسية في بناء مهاراته المستقبلية وتعزيز نموه الطبيعي. ومع ذلك، قد تظهر لدى بعض الأطفال أنماط سلوكية مختلفة عن المعتاد، مثل قلة التفاعل الاجتماعي أو عدم الاستجابة للمحفزات الخارجية، مما قد يكون مؤشرًا على وجود اختلافات تحتاج إلى متابعة دقيقة.

ومن هنا، تبرز أهمية الوعي بـ علامات التوحد عند الاطفال الرضع، حيث يساعد الاكتشاف المبكر لهذه المؤشرات في اتخاذ الخطوات المناسبة لاستشارة المختصين والتأكد من حصول الطفل على الدعم اللازم في الوقت المناسب. التدخل المبكر لا يعزز فقط فرص تحسين المهارات الاجتماعية والمعرفية، بل يسهم أيضًا في تطوير قدرات الطفل على التكيف والتفاعل مع بيئته بشكل أكثر فاعلية. لذلك، من الضروري أن يكون الآباء على دراية بالجوانب المختلفة لنمو الرضع، مع التركيز على أي سلوكيات قد تستدعي الانتباه لضمان توفير بيئة داعمة ومناسبة لنموهم الصحي.

متى تبدأ أعراض التوحد بالظهور عند الرضع؟

يعد التوحد اضطرابًا نمائيًا يبدأ في الظهور خلال السنوات الأولى من حياة الطفل، إلا أن بعض علاماته قد تكون واضحة منذ الأشهر الأولى. وبما أن النمو العصبي يختلف من طفل إلى آخر، فإن الأعراض قد لا تكون ملحوظة بشكل كبير في البداية، لكنها تتضح تدريجيًا مع تقدم العمر، خاصة عند مقارنة استجابات الطفل بمراحل التطور الطبيعية المتوقعة. وفيما يلي استعراض دقيق لأعراض التوحد عند الرضع بالصور في كل مرحلة عمرية، مع التركيز على الفروق التي قد تميز هذا الاضطراب عن التأخر النمائي الطبيعي

أعراض التوحد في عمر 6 أشهر

أعراض التوحد عند الرضع بالصور

في هذا العمر، يبدأ الرضع عادةً في إظهار تفاعل واضح مع من حولهم من خلال: الابتسامة، إصدار الأصوات، وتحريك أطرافهم تعبيرًا عن الاستجابة للمحفزات المختلفة. كما يصبحون أكثر قدرة على متابعة الأشياء المتحركة بأعينهم، وإظهار اهتمام بالأصوات الجديدة، بالإضافة إلى التفاعل مع الأصوات المألوفة مثل صوت الأم أو الأب. إظهار الطفل استجابات عاطفية، مثل الضحك عند اللعب، أو التحرك بحماس عند رؤية شخص مألوف. ومع ذلك، قد تظهر بعض العلامات التي تستدعي الانتباه وتشير إلى اضطراب طيف التوحد، أهمها:

  • عدم الابتسام استجابة لابتسامة الآخرين أو قلة تعابير الوجه بشكل عام.
  • ندرة أو غياب التفاعل البصري مع الوالدين، مثل عدم تتبع الوجه أو عدم النظر في العين مباشرة لفترة طويلة.
  • عدم إظهار اهتمام بالأصوات المألوفة، مثل صوت الأم أو الأب، أو عدم الالتفات عند مناداة الطفل باسمه.
  • نقص في إصدار الأصوات العفوية، مثل المناغاة أو الأصوات التفاعلية التي تصدر عادةً في هذا العمر.
  • عدم إبداء ردود فعل واضحة عند حمله أو التفاعل الجسدي مثل الضحك أو الاهتزاز عند اللعب.

أعراض التوحد عند الرضع في عمر 9 أشهر

أعراض التوحد عند الرضع بالصور

في عمر 9 شهور، يبدأ الطفل الطبيعي في التفاعل بوضوح مع من حوله، من خلال: تعابير الوجه، الاستجابة للأصوات، وتقليد الحركات. كما يصبح أكثر قدرة على التواصل البصري والتفاعل مع الألعاب التفاعلية. لكن في بعض الحالات قد تُلاحظ بعض الأعراض التي تدل على إصابة الطفل بالتوحد، تتمثل أعراض التوحد عند الرضع بالصور في عمر 6 أشهر في:

  • عدم إصدار أصوات لجذب الانتباه: مثل عدم الهمهمة أو الصراخ للتفاعل مع الآخرين.
  • ضعف تتبع الأشياء المتحركة: مثل عدم ملاحقة الأجسام أو الأشخاص بعينيه بوضوح.
  • عدم مدّ اليدين عند محاولة حمله: حيث لا يُظهر رغبة في التواصل الجسدي مع الوالدين.
  • عدم التفاعل مع الألعاب الاجتماعية: مثل الغميضة أو التصفيق، أو عدم الاهتمام بالمشاركة.
  • ردود فعل غير معتادة تجاه الأصوات: إما تجاهل الضوضاء العالية أو الانزعاج الشديد من أصوات طبيعية.
  • قلة الاهتمام بالألعاب أو الأشخاص، وغياب الحماس عند رؤية أشياء مثيرة أو مفضلة.
  • صعوبة في التعبير عن المشاعر مثل الفرح أو الانزعاج بطريقة واضحة.
  • عدم محاولة تقليد الأصوات أو تعبيرات الوجه الصادرة من الوالدين أو المحيطين به

أعراض التوحد عند الرضع بالصور في عمر سنة

أعراض التوحد عند الرضع بالصور

عند بلوغ الطفل عامه الأول، يصبح أكثر قدرة على التفاعل مع العالم من حوله، إذ يبدأ في تقليد الأصوات، الإشارة إلى الأشياء، والتفاعل مع مناداة اسمه. إلا أن بعض الأطفال الذين يعانون من التوحد قد يُظهرون العلامات التالية:

  • عدم إصدار كلمات بسيطة مثل “بابا” أو “ماما” أو أصوات تعبيرية واضحة.
  • غياب الإشارة إلى الأشياء التي يريدها أو عدم محاولة لفت انتباه الآخرين لما يهتم به.
  • قلة أو غياب التواصل البصري عند التفاعل مع الآخرين، مما قد يوحي بعدم الاهتمام.
  • عدم إظهار مشاعر الارتباط بالأهل مثل مد الذراعين لحملهم أو البحث عنهم عند غيابهم.
  • عدم التجاوب مع الألعاب التفاعلية، أو التصفيق عند اللعب معه.
  • الميل إلى الانشغال بأشياء معينة لفترات طويلة دون التفاعل مع الأشخاص من حوله.
  • عدم القدرة على الجلوس أو الوقوف دون مساعدة.
  • عدم فهم الأوامر المصحوبة بحركات أو إشارات.
  • قلة استخدام الإيماءات والإشارات وعدم الاستجابة إليها بشكل ملحوظ مثل التلويح أو هز الرأس للدلالة على الموافقة أو الرفض.

أعراض التوحد في عمر 18 شهر

أعراض التوحد عند الرضع بالصور

مع بلوغ الطفل 18 شهرًا، يفترض أن يكون قد طوّر مهارات لغوية واجتماعية ملحوظة، مثل التفاعل مع الآخرين، تقليد الكلمات والحركات، والاستجابة للأوامر البسيطة. ولكن هناك بعض العلامات التي قد تلاحظ على الأطفال في تلك المرحلة العمرية تعتبر خلل في تلك الجوانب وتنم عن التوحد. تتمثل أعراض التوحد عند الرضع بالصور في عمر 18 شهرًا في:

  • عدم نطق كلمات مفردة على الإطلاق أو وجود تأخر كبير في النطق مقارنة بأقرانهم.
  • عدم استخدام الإيماءات الشائعة مثل التلويح باليدين عند الوداع أو الإشارة إلى الأشياء المهمة.
  • صعوبة التعرف على الأشياء المألوفة.
  • عدم محاولة تقليد حركات الآخرين أو تعابير وجوههم أثناء اللعب أو التفاعل.
  • عدم التجاوب مع الأوامر أو التوجيهات البسيطة مثل “اجلس”، “تعال” .
  • عدم إظهار اهتمام بالتفاعل مع الأطفال الآخرين أو اللعب معهم.
  • التركيز الشديد على أشياء محددة، مثل إدارة العجلات أو ترتيب الأشياء بشكل متكرر.
  • قد تظهر صعوبة في المشي أو الحركة بشكلٍ عام.

أعراض التوحد عند الأطفال في عمر سنتين

أعراض التوحد عند الرضع بالصور

عند بلوغ الطفل سن الثانية، من المفترض أن يكون قد اكتسب مهارات لغوية واجتماعية متقدمة، مثل استخدام جمل قصيرة، اللعب مع الآخرين، والتفاعل مع مشاعر والديه. أما في حالات التوحد، تظهر أعراض معينة على الأطفال يمكن للآباء ملاحظتها بسهولة. وعلى الرغم من أن أعراض التوحد عند الأطفال في هذا العمر تختلف من حيث حدتها من طفل لآخر، إلا أن طفل التوحد قد يظهر بعض أو كل الأعراض التالية:

  • قلة أو غياب الكلام وعدم استخدام جمل من كلمتين على الأقل.
  • عدم التفاعل مع الأهل والأشخاص من حوله، وكأنه يعيش في عالمه الخاص.
  • غياب اللعب التخيلي مثل تقليد الأدوار (كإطعام دمية أو تمثيل مشهد معين).
  • عدم فهم المشاعر أو إظهار ردود فعل متوقعة تجاه الفرح أو الحزن.
  • تكرار الحركات غير المعتادة مثل التلويح باليدين، الدوران حول نفسه، أو المشي على أطراف الأصابع.
  • رفض التغيير والتعلق الشديد بروتين معين مع مقاومة أي تعديل في الأنشطة اليومية.
  • تجنب التواصل البصري أو إظهاره لفترات قصيرة جدًا.
  • فرط أو ندرة الاستجابة للمثيرات الحسية، مثل الضوء الساطع أو الأصوات العالية.
  • ترديد كلمات أو عبارات معينة مرارًا وتكرارًا بطريقة أشبه لصدى الصوت.
  • ردود أفعال عاطفية وتغيرات مزاجية متقلبة وسريعة، مثل القلق، التوتر، الغضب، وغيرها.
  • قد تتزايد اهتماماته ببعض الأشياء لدرجة الهوس.

التدخل المبكر وعلاج التوحد عند الرضع

أعراض التوحد عند الرضع بالصور

بعد التعرف على أعراض التوحد عند الرضع بالصور مع تطور المرحلة العمرية كما ذكرنا، فلا بد من التنبيه على أن التشخيص والعلاج المبكر للتوحد عند الرضع يلعبان دورًا حاسمًا في تحسين جودة حياة الطفل وتعزيز فرصه في التطور السليم. فكلما تم اكتشاف الأعراض مبكرًا، زادت احتمالية تحقيق تقدم ملحوظ في المهارات الاجتماعية واللغوية والمعرفية. التدخل المبكر يساهم في تقليل حدة الأعراض عبر استراتيجيات علاجية دقيقة. في مركز فرصتى لدعم أطفال التوحد، نؤمن بأن كل طفل لديه إمكانيات فريدة، ولذلك نعمل على تصميم خطط علاجية فردية تساعده على تنمية مهاراته وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التدخل المبكر. يضم المركز فريقًا من الأخصائيين في مجالات العلاج السلوكي، التخاطب، والعلاج الوظيفي، إلى جانب برامج تدريبية مخصصة للأهل لمساعدتهم في دعم تطور طفلهم داخل وخارج المركز. نوفر بيئة متخصصة لدعم أطفال التوحد من خلال برامج علاجية متكاملة تعتمد على أحدث الأساليب العلمية. تشمل:

  • العلاج بتحليل السلوك التطبيقي : نعتمد على مبادئ علم السلوك لتحسين وتطوير السلوكيات الإيجابية للطفل وتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها. بهدف تعزيز استقلالية الطفل وتحسين جودة حياته.
  • العلاج الوظيفي : بهدف تطوير أو تحسين أو استعادة قدرة الطفل على أداء الأنشطة اليومية والحياتية بشكل مستقل.
  • علاج النطق واللغة : من خلال تقييم مهارات النطق للطفل وفهم مستوى النمو اللغوي ودرجة التواصل الاجتماعي، لعمل خطة تدخل علاجية لكل طفل على حدا.
  • العلاج بالتكامل الحسي : ندمج العلاج بالتكامل الحسي ضمن الخطة العلاجية، بهدف مساعدة الطفل في معالجة المعلومات الحسية والاستجابة لها بشكل أكثر فاعلية في بيئته.
  • التأهيل الأكاديمي : نعمل على توفير الدعم الفردي لتعزيز قدرات التعلم والأداء الأكاديمي بتقييم القدرات المعرفية للطفل وتحديد أنماط التعلم وتعزيز الفكر النقدي.

بعد أن تعرفت على أعراض التوحد عند الرضع بالصور، فإذا لاحظت أي من الأعراض السابقة لدى طفلك فلا تنتظر، تواصل معنا ودعنا واحصل على استشارة مجانية وبروتوكول علاجي متكامل.
لأن كل لحظة تصنع فرقًا.. فإن التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد هو  المفتاح لرحلة علاج ناجحة ومثمرة.

Leave A Comment

All fields marked with an asterisk (*) are required